"القوات" و"المردة" حاصرا تداعيات كلام جعجع وكرم يشكك في التحالف الانتخابي بين الفريقين

المصدر: "النهار" ـ
هل يؤثر كلام النائبة ستريدا جعجع على الاتصالات القائمة بين "القوات اللبنانية" و"تيار المردة"، سؤال يتبادر سريعا الى واجهة الاحداث في ظل العثرات التي حكمت التقارب بين الفريقين زمنا طويلا، والحساسيات الناشئة بين مناصري الفريقين. واذا كانت "المصيبة تجمع" وفق المثل اللبناني، فان مواجهة الوزير جبران باسيل و"التيار الوطني الحر" انتخابيا قد لا تكون سببا كافيا لقيام تحالف في ظل وجود اكثر من راع اقليمي لفرقاء الداخل يتدخلون في رسم مسار السياسات مباشرة او عبر وكلاء في لبنان. 

لكن قيادتا حزب "القوات اللبنانية" و"تيار المردة" حرصتا على تطويق الاشكال الذي تسبب به كلام النائبة ستريدا جعجع امام مجموعة من بشري في اوستراليا واستعادتها تعبير والدها عن اجابه بـ "الحكيم" : هيدا بشراوي اصيل نزل دعوس الزغرتاويين تحت". اذ بعد اعتذار علني وواضح من النائبة جعجع اول من امس، تحدث رئيس "القوات" سمير جعجع متهما عم زوجته النائب السابق جبران طوق بخرق اللقاء عبر احد مناصريه وتسجيل كلام ستريدا. علما ان طوق كان اول المبادرين الى اصدار بيان استنكار وتبرؤ من كلام ابنة شقيقه. 
واعتبر جعجع ان "الشمال المسيحي له رمزيته في لبنان، وكما تعلمون ان بعض الشعوب تمر بساعات "تخلي"، وفي أواخر السبعينات وللأسف مررنا في "الشمال المسيحي" بساعة تخلي، أدت الى جُرح ما كان احد منا يريده أو يتمناه، فاستُشهد طوني فرنجيه وزوجته وابنته ومجموعة من رفاقهم، كما ادت الى استشهاد مجموعة من رفاقنا، وهذا جرح عميق جداً في كل الاتجاهات، ومنذ ذلك الحين حتى اليوم يُحاول بعض المفضلين من الجانبين تسكير هذا الجرح، الى ان في آخر سبعة أو ثمانية اشهر وبفضل القيادة الحالية لتيار المردة وبفضل المسؤولين في القوات اللبنانية توصلنا الى مداواة هذا الجرح تحديداً من أجل السير نحو أيام افضل، واذ خلال زيارتنا الى استراليا تكون النائب ستريدا طوق جعجع في جلسة خاصة مع آل طوق في مركز رابطة شباب بشري، وفي مثل هكذا جلسات يمزح المشاركون على كل شيء، ويكونوا على سجيتهم، فيتكلم البعض كلاماً لا يعنيه ولا يقصده، ولكن أحد السياسيين المنتهية صلاحيته في بشري أرسل أحد أزلامه وكان موجوداً بين المئتي شاب وصبية من آل طوق ليصور مقطعاً مجتزأً لم تكن تقصده النائب جعجع ولا بأي شكل من الاشكال، ونحن جميعنا لا نقبل به، وبثه على وسائل التواصل الاجتماعي ما تسبب بردود فعل كثيرة، قد يجوز للانسان ان يستعمل وسائل للوصول الى ما يطمح اليه، ولكن هل مسموح لأحد ان يستعمل مثل هذا الجرح لفتحه من جديد كي يحقق ما يريد؟ الجرح لن يُفتح من جديد لان الوعي عند قيادة المردة وقيادات زغرتا والوعي عندنا هو الذي منع اي احد ان يستفيد مما حصل. وهنا مرة من جديد تحية الى قيادات المردة وزغرتا التي رفضت ان يستفيد احد من هذه المؤامرة وكذلك تحية الى القواتيين أيضاً".

واذ التزم "تيار المردة"الصمت الرسمي حتى مساء امس، فانه سرب عبر مصادره ان "اعتذار النائبة جعجع مقبول وكاف". بدوره النائب سليم كرم أشار عبر "المركزية" الى أن "ما حصل عبارة عن هفوة وزلّة لسان من قبل النائبة جعجع، لا يجب تحميلها أكثر من ذلك، حرصا على التقارب الذي قلص الهوة بين الحزبين"، معتبرا أن " جعجع اعترفت بخطئها واعتذارها كاف".

وعن المدى الذي بلغه الانفتاح بين القوات والمردة، وإمكان عقد تحالف انتخابي بين الطرفين، لفت الى أن "في السياسة لا عداوة دائمة بل مصالح دائمة، ونحن نعمل انطلاقا من مصلحتنا"، مشيرا الى أن "دائرة الشمال الاولى ستشهد معركة سياسية طاحنة نظرا لانعكاس نتائجها على الانتخابات الرئاسية المقبلة، ونحن شكلنا لائحتنا في زغرتا، ونعمل على بلورة التحالفات في دائرة الشمال الأولى وباقي المناطق"، مضيفا "يجب أن تقوم التحالفات الاستراتيجية على الانسجام في حده الادنى، اليوم بدأنا نسترجع الانقسام بين 14 و8 آذار من جديد، الامر الذي سيكون له وقع كبير على اللوائح الانتخابية المشكّلة، من هنا أستبعد أن تتحالف "المردة" مع أطراف بعيدة عن هويتها السياسية كالقوات"، مشيرا الى أن "التقارب مع القوات حصل على أساس أن المصيبة تجمع، ولكن ليس بالضرورة أن ينعكس ذلك انتخابيا".

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق