معارك عنيفة غرب الرقة ومخاوف من تدمير سد الفرات

© أ ف ب/ أرشيف
نص فرانس 24  

اشتدت حدة المعارك ما بين قوات سوريا الديمقراطية ومقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" في محيط مدينة الطبقة ومطارها العسكري. في حين تزداد المخاوف من أن يتضرر سد الفرات بسبب المعارك ما قد يؤدي إلى فيضانات في مناطق واسعة في المحافظة.

ازدادت حدة المعارك بالقرب من مدينة الطبقة ومطارها العسكري في ريف الرقة الغربي شمال سوريا بعد هجمات مضادة لتنظيم "الدولة الإسلامية" على مواقع تقدم قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة من التحالف الدولي.

وبدعم جوي من التحالف الذي يقصف التنظيم المتطرف، تتأهب قوات سوريا الديمقراطية لمهاجمة مدينة الرقة التي تعتبر معقله الرئيسي في سوريا.

هجمات مضادة

وتندرج السيطرة على مدينة الطبقة وسد الفرات المحاذي لها في إطار حملة "غضب الفرات" التي بدأتها قوات سوريا الديمقراطية (تحالف فصائل عربية وكردية) في تشرين الثاني/نوفمبر لطرد تنظيم "الدولة الإسلامية" من مدينة الرقة.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن التنظيم "شن هجمات مضادة ضد قوات سوريا الديمقراطية لاستنزافها في محيط مطار الطبقة العسكري ومدينة الطبقة المجاورة" التي لا تزال تحت سيطرة الجهاديين.

وتسعى قوات سوريا الديمقراطية بدورها، وفق عبد الرحمن، إلى "تثبيت نقاط تواجدها حول المطار العسكري لتحصينه" بعد يومين من طرد تنظيم "الدولة الإسلامية" منه.

وبدأ التنظيم هجومه بإرسال سيارة مفخخة باتجاه قوات سوريا الديمقراطية المتمركزة بالقرب من المطار، بحسب ما أفاد الذراع الإعلامي للتحالف.

واندلعت اشتباكات عنيفة، إلا أن قوات سوريا الديمقراطية صدت الهجوم وتمكنت من مصادرة ذخيرة ومستودعات صواريخ تابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية"، بحسب صور نشرتها تلك القوات.

وتعد مدينة الطبقة على الضفاف الجنوبية لنهر الفرات أحد معاقل تنظيم "الدولة الإسلامية" ومقرا لأبرز قادته، وهي تبعد حوالى 50 كيلومترا غرب مدينة الرقة.

معارك السيطرة على سد الفرات

بالإضافة الى مدينة الطبقة، تسعى قوات سوريا الديمقراطية حاليا إلى طرد الجهاديين من سد الفرات، أكبر سد في سوريا ويعرف أيضا بـ"سد الطبقة".

وأفاد مراسل فرانس برس عند مدخل السد الشمالي الثلاثاء عن هدوء في محيطه باستثناء بعض قذائف الهاون التي يطلقها التنظيم المتطرف بين الحين والآخر.

ولا تفارق طائرات التحالف الدولي بقيادة واشنطن أجواء السد، فيما يتجول عناصر قوات سوريا الديمقراطية عند مدخله الشمالي.

وتوقف سد الفرات عن العمل الأحد نتيجة خروج المحطة الكهربائية التي تشغله عن الخدمة بسبب المعارك القريبة منه، ما هدد بارتفاع منسوب المياه فيه.

وغداة ذلك أعلنت قوات سوريا الديمقراطية تعليق القتال قرب السد لأربع ساعات الاثنين للسماح للمهندسين الفنيين بالدخول إليه "والقيام بعملهم".

وفي وقت لاحق وبعد تأكيدها عدم تعرض السد لأي أضرار، أعلنت المتحدثة باسم حملة "غضب الفرات" جيهان شيخ أحمد منتصف ليل الاثنين الثلاثاء أن تنظيم "الدولة الإسلامية" قد "قام بحشد قواته ومهاجمة قواتنا في المنطقة ما أجبر وحداتنا على الرد واستئناف عملية تحرير السد من جديد".

وأعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" عبر وكالة أعماق التابعة له، أن الطيران الأمريكي قتل الاثنين في غارة جوية مدير السد ومهندسا وتقنيا.

وكانت الأمم المتحدة قد حذرت في تقرير في شباط/فبراير من أن أي ارتفاع إضافي في منسوب المياه أو ضرر يلحق بالسد من شأنه أن يؤدي إلى فيضانات واسعة في جميع أنحاء الرقة وصولا إلى دير الزور شرقا.

ودخل الثلاثاء عاملون فنيون برفقة الهلال الأحمر السوري إلى سد تشرين (على نهر الفرات في محافظة حلب) للإطلاع على مستوى المياه في السد ومحاولة تخفيف الضغط عنه.

وتتواجد قوات سوريا الديمقراطية على بعد 26 كيلومترا شمال الرقة و18 كيلومترا شرقها و29 كيلومترا غربها، أما أقرب نقطة لها منه فتقع على بعد ثمانية كيلومترات شمال شرق المدينة.

ولم يبق أمام الجهاديين سوى ريف المحافظة الجنوبي وغالبيته منطقة صحراوية. كما لا يمكنهم الفرار جنوبا إلا عبر قطع نهر الفرات بالزوارق من مدينة الرقة التي تقع على ضفته الشمالية.

 فرانس 24/ أ ف ب

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق