جوزيف ابو فاضل: حزب الله وأمل ليسا مستعدين ليتقاتلا من أجل الرئاسة أو غيرها

أكد الكاتب والمحلل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل أنّ الاتفاق الذي تمّ التوصّل إليه بين رئيس تكتّل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع يجتاح المنطقة المسيحية بقوته وتأثيره، مشيداً بالدور الذي لعبه كلّ من أمين تسر تكتل التغيير والإصلاح النائب ابراهيم كنعان ورئيس جهاز الإعلام والتواصل في القوات اللبنانية ملحم رياشي للوصول إليه، وقلل من شأن موقف رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل منه، معتبراً أنّ مصلحة الأخير قضت بأن يخرج بالفولكلور الذي خرج به، وإن لم يكن هناك لزوم لما فعله من جمع لكلّ القيادات الكتائبية وحديث عن تايواني وصيني وغير ذلك.
وفي حديث إلى تلفزيون "OTV" ضمن برنامج "حوار اليوم" أدارته الإعلامية جوزفين ديب، في لقاءٍ مميّز تطرق فيه بالتفصيل الدقيق إلى الملف الرئاسي، رأى أبو فاضل أنّ اتفاق عون وجعجع إذا وصل إلى قانون الانتخاب لن يكون هناك مكان لحزب الكتائب، مشيراً إلى أنّ أغلب نواب الكتائب لم يصلوا إلى البرلمان بفضل الصوت والثقل المسيحي، ومن بينهم النائب نديم الجميل في بيروت والنائب سامر سعادة في طرابلس، حيث الثقل السنّي، وكذلك النائب فادي الهبر الذي استفاد من الأصوات الدرزية.

لزوم ما لا يلزم
واعتبر أبو فاضل أنّ هجوم النائب سامي الجميل هو لزوم ما لا يلزم، لافتاً إلى أنّ ليس لديه جيش جرار، وبالتالي على الفرد أن يعيد حساباته قبل أن يشنّ هجوماً من هذا النوع، خصوصًا أنّه قطع كلّ الأوراق ومنع أيّ تفاوض يمكن أن يحصل، فضلاً عن كونه سأل أسئلة لا تُسأَل للعماد عون، صاحب التاريخ النضالي الطويل، وهو الذي سعى لتحرير لبنان.
ورداً على سؤال، انتقد أبو فاضل المنطق الذي يعتمده النائب سامي الجميل، مشيراً إلى أنّه لولا قتال حزب الله اليوم في سوريا لكان داعش في لبنان، وعندها لم يكن أحد ليستطيع أن يجتمع مع أحد، واستهجن أن نكون وصلنا إلى وقت تتحول فيه العملية لمزحة بهذا الشكل، مشدّداً على أنّ حزب الله يدافع عن لبنان وقد قدّم الشهداء في هذا المسار.
وأعرب أبو فاضل، رداً على أحد أسئلة النائب سامي الجميل للعماد ميشال عون، عن ثقته بأنّ العماد ميشال عون يؤيد الرئيس السوري بشار الأسد، باعتبار أنّه بين الوحوش وأكلة القلوب والأكباد وبين بني آدم اسمه بشار الأسد، فهو بالطبع مع البشر وليس مع الوحوش والحيوانات. وإذ لفت إلى أنّ عون قد يردّ الثلاثاء وقد لا يفعل، أشار إلى أنّ الجنرال لا يحبّذ الردّ.

اصطفافات سلبية
وتحدّث أبو فاضل عن مخطط من قبل تيار المستقبل لتطيير الشيعة من السعودية والخليج، بعد أن ضاق نفسهم من العمال الموجودين هناك، مشيراً إلى أنّ بعض أركان 14 آذار يقدّمون لوائح بأسماء المنتسبين لقوى 8 آذار الموجودين في تلك الدول، واعتبر في هذا السياق أنّ تصريح الرئيس سعد الحريري الأخير وكذلك تصريح الرئيس فؤاد السنيورة الذي يصبّ في الإطار نفسه ليس بريئًا.
ورأى أبو فاضل هذه التصريحات لا تصبّ إلا في خانة الاصطفافات السلبية الآتية، خصوصًا في ضوء الواقع السلبي للاقتصاد السعودي، ما يدلّ على وجود نيّة بتطيير أشخاص من جماعة 8 آذار أو من الشيعة أو المسيحيين أو الدروز المنتسبين لهذه القوى، مرجّح أن يتعرّضوا لمضايقات في الفترة المقبلة، باعتبار أنّ الخليج يعاني من أزمة، وخصوصًا المملكة العربية السعودية، بعد الأموال التي دفعتها لتغذية الحروب في المنطقة، فضلاً عن الخلافات الداخلية التي تعصف بها.

الحاكم سلامة ضمانة
ورداً على سؤال، أكد أبو فاضل أنّ هناك نيات مبيتة لاشعال البلد، معرباً عن اعتقاده بأننا مقدمون على مشاكل اقتصادية، مشيراً إلى أنّ تيار المستقبل خلف هذه المشاكل، ومجدّداً القول أنّ الحريرية السياسية استباحت البلد بالطول وبالعرض على حدّ تعبيره.
إلا أبو فاضل رأى أنّ هناك ضمانة للاقتصاد اللبناني رغم كل ما يخطط، طالما أنّ هناك أشخاصًا يستطيعون ضبط البلد مثل الحاكم رياض سلامة، الذي أشاد به وبمناقبيته، مؤكداً في الوقت عينه وجود مخطط لإشعال المنطقة، نافياً أن يكون الموضوع محصوراً بالشأن الرئاسي فقط.
ورداً على سؤال، أوضح أبو فاضل أنّ سياسة التضييق الخليجية على اللبنانيين تأتي رداً على رفض الاتيان بالرئيس سعد الحريري رئيساً للحكومة في لبنان من جديد.

عودة الحريري غير واردة
واعتبر أبو فاضل أنّ كلام رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد حول هذه النقطة لا يزال ساري المفعول، وأشار إلى أنّ الحريري عندما كان رئيساً للحكومة وزار سوريا نام هناك نوماً قريراً لم ينم مثله في أيّ عاصمة أخرى، إلا أنّه عاد ومدّ يده على الداخل السوري بشكل غير مقبول.
وأشار أبو فاضل إلى أنّ عودة الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة ليست من سابع المستحيلات، ولكنّها على الأقل غير واردة في الوقت الحالي، ولفت إلى أنّه إذا كان الحريري عنده ضائقة مالية، لم يعد يستطيع أن يأتي إلى لبنان كما في السابق، وشدّد على أنّه يستميت للعودة للسلطة ليعوّض ما خسره.

حق لفرنجية
ورداً على سؤال، أكد أبو فاضل أنّ من حق رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية أن يطمح للوصول إلى رئاسة الجمهورية، "وإذا وصل صحتين على قلبه"، وأشار إلى أنّ حزب الله لم يقل أنّه يعارض وصول فرنجية لرئاسة الحكومة ولكنّه يعارض أن تشمل تسوية رئاسته عودة الحريري لرئاسة الحكومة، وقال: "إذا كانت السلة الكاملة تستنثي عودة الحريري وتنصّ على الاتيان بشخص مثل الرئيس تمام سلام بمواقفه ما قبل الأخيرة، فقد يكون كلّ ذلك جائزاً".
وفيما لفت أبو فاضل إلى أنّ الرئيس سعد الحريري "لم يبلع" حتى اليوم لعبة إسقاطه من رئاسة الحكومة أثناء زيارته الرئيس الأميركي باراك أوباما، حيث دخل إلى البيت الأبيض رئيساً لحكومة أصيلة وخرج رئيساً لحكومة مستقيلة، تحدّث عن اختلاف في طريقة التعاطي بين السعودية وحلفاها وأزلامها من جهة وبين إيران وحلفائها من جهة ثانية، موضحاً أنّ إيران لا تأمر بل تتمنى وتتفاوض وتسلم حزب الله ورئيس المجلس النيابي نبيه بري الشؤون الداخلية، في حين أنّ السعودية هي التي تقرّر وهم ينفذون.

حزب الله محرَج
ورداً على سؤال، ذكّر أبو فاضل أنّه قال منذ ثلاثة أشهر، قبل حصول الاتفاق، إذا قطع السعوديون ورقة للدكتور سمير جعجع فهو يرشح العماد ميشال عون دون تردد، وهذا ما حصل، لافتاً إلى أنّ المملكة العربية السعودية لم تحترم جعجع رغم كونه حصانها الرابح في لبنان، وأشار إلى أنّ السعوديين تفاوضوا مع العماد عون في السابق دون علم جعجع، وعادوا ورشحوا النائب سليمان فرنجية من دون أن يسألوا عن حليفهم القواتي.
ولفت أبو فاضل إلى أنّ حزب الله محرَج بالتأكيد بين العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية، مشيراً إلى أنّه أعلن من بكركي أنه مع عون ولكنّه يريد ترطيب الأجواء أولاً مع فرنجية، مشدداً على أنّ الحزب لن يخرج من فرنجية، وهو يسعى الآن لترطيب الأجواء، وهناك اتصالات ولقاءات بين الحزب وفرنجية، موضحًا أنّه أجّل موقفه.

لا انتخابات في 8 شباط
واستبعد أبو فاضل إنجاز الانتخابات الرئاسية في جلسة الثامن من شباط المقبل، ملمّحاً إلى إمكان أن تتأجّل الأمور لثلاثة أو أربعة أشهر، مشيراً إلى أنّ حزب الله يفضّل في هذه المرحلة أن لا يكون هناك رئيس من دون صلاحيات ولو كان هذا الرئيس من قوى الثامن من آذار إذا كان انتخاب الأخير مشروطاً بعودة الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة.
ورداً على سؤال، اعتبر أبو فاضل أنّ انتخاب العماد ميشال عون أو الوزير سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية اليوم مرتبط مباشرة بعودة سعد الحريري رئيساً للحكومة بشكل فوري، ولفت إلى أنّ الحريري لا يريد أن يلزم نفسه بأيّ قانون انتخابي مثله مثل النائب وليد جنبلاط، ولذلك الخطر الذي يخشى منه النائب سامي الجميل والنائب سليمان فرنجية هو خطر انتخابي بالدرجة الأولى.

السلة الكاملة مسبقاً
ولفت أبو فاضل إلى أنّ الرئيس سعد الحريري يتفق مع الوزير سليمان فرنجية أكثر بكثير من العماد ميشال عون، ولذلك فضّل ترشيح فرنجية على عون، مستشهداً بحديث الوزير فرنجية عن كيمياء ركبت بينه وبين الحريري، مشيراً إلى أنّ الاتصالات كذلك لم تنقطع بين الرجلين في الفترة الأخيرة.
وأعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّ حزب الله يريد الاتفاق على السلة الكاملة مسبقاً، وأشار إلى أنّه لن يصدر قراراً ما لم تهدأ النفوس بين الرابية ومعراب، لافتاً إلى أنّ مشهد معراب أتى رداً على ترشيح رئيس تيار المستقبل سعد الحريري لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية، كما أنّ الأخير كان عند الحريري قبل ثلاثة أيام، وهو ما سرّع مشهد معراب.

عون يُحارَب
ورداً على سؤال، أكد أبو فاضل أنّ هناك علاقات جيدة ومتينة بين الرئيس نبيه بري والنائب ميشال المر مثلاً، وهي كذلك موجودة بين الرئيس بري والنائب سليمان فرنجية، كما أنّ هناك اتفاقاً بين الجانبين أساسه تنفيذ اتفاق الطائف، وإن كان كلٌ منهما ينفذه على طريقته.
ولفت أبو فاضل إلى أنّ الجنرال ميشال عون يُحارَب، وهو لم يستطع أن يأخذ أي شيء من حقوقه، وكأنّه من الممنوع أن ينجح هذا الرجل نهائيًا، ما يوحي بوجود نكايات في مكانٍ ما، وأشار إلى أنّ الرئيس نبيه بري ربما يكون يفتش الآن عن مرشح خامس.

التحالف الشيعي باقٍ
ورداً على سؤال، أعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّ حزب الله لا يمون على أن يؤتى برئيس يطيح بالرئيس بري ويضعف النائبين وليد جنبلاط وسعد الحريري، لكنّه شدّد على أنّ الرئاسة لن تفصل مسار الثنائية الشيعية، مشيراً إلى أنّ التحالف الشيعي هو لا تحالف لا تُفصَل عراه، وهذا أمر ليس وارداً عند الرئيس نبيه بري ولا عند حزب الله.
ولفت أبو فاضل إلى أنّ الرئيس بري يسعى لإيصال فرنجية في حين يسعى حزب الله لإيصال عون، لكنّ ذلك لن يؤدّي لاختلاف فيما بينهما، مشدّداً على أنّ الشيعة لن يختلفا بسبب مركز رئيس جمهورية هشّ، منبّهاً إلى أنّ السلطة هي في رئاسة الحكومة بعدما نُقِلت كلّ الصلاحيات إليها بفعل اتفاق الطائف، ولافتاً إلى أنّ التحالف الشيعي أرسى هدوءً واطمئناناً لدى الساحة الشيعية.

مصلحة جنبلاط مع عون وجعجع
ورداً على سؤال، أكّد أبو فاضل أنّ رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط لا يختلف مع المسيحيين، ولذلك فإنّ اجتماع اللقاء الديمقراطي الأخير لم يخرج بمواقف واضحة، بل وزّع الرسائل الإيجابية في كلّ الاتجاهات.
وأشار أبو فاضل إلى أنّ مصلحة جنبلاط مع تحالف عون وجعجع أكبر بكثير من أن يتقاتل معهما، انطلاقاً من حرصه على البلوك المسيحي الكبير في كلّ من عاليه والشوف، ولذلك حرص جنبلاط في بيان الأخير، الذي أتى صعبًا على الفهم، على عدم الدخول في صراع من أحد، لأنه لا يريد مشاكل في هذه المرحلة.

كل الأوراق اختلطت
وأشار أبو فاضل إلى أنّ الوزير فرنجية، إذا لم يأتِ رئيساً للجمهورية الآن، فلا يزال الوقت أمامه، ولفت إلى أنّه لن يكون هناك جلسة انتخاب إلا بعد أن يكون هناك اتفاق واضح وحلحلة، وأكد أنّ هذا الأمر مسألة أشهر وليس أيام، وبالتالي فلا جلسة في الثامن من شباط.
وشدّد أبو فاضل على أنّ الاتفاق بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية خلط كلّ الأوراق، وهو سيكون مؤثراً حتى لو لم يؤدي إلى انتخاب العماد ميشال عون رئيسًا للجمهورية، مشيراً إلى أنّ هذا الاتفاق أزعج الجميع، وهو دليل على ذكاء كلّ من العماد عون والدكتور سمير جعجع، وأوضح أنّ تحالف الرجلين قادر على أن يجتاح انتخابياً معظم المناطق المسيحية.

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق