جوزيف ابو فاضل: لا معارضة حقيقية في سوريا والمعارضات القائمة مركّبة وشكلية

أكد الكاتب والمحلل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل أنّ ما حصل خلال الساعات الماضية لجهة تنفيذ اتفاقِ كفريا الفوعة الزبداني يدلّ على أنّ لا حلّ في سوريا إلا الحلّ السياسي، كما تقول القيادة في سوريا دائمًا وكما تقول كذلك القيادة في روسيا من خلال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف.
وفي حديث إلى تلفزيون "روسيا اليوم" ضمن برنامج "اسأل أكثر" أداره الإعلامي كمال عُمان، أشار أبو فاضل إلى أنّ الحلّ السياسي هو الأساس، كما أنّ لا حلّ إلا بوجود الدولة، وعلى رأس هذه الدولة الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد.

ما هو الحلّ؟
ورداً على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنّه داخل الحرب هناك تكتيك وهناك استراتيجية، وسأل: "إذا كان الجيش العربي السوري يقاتل بشراسة وبضراوة هؤلاء التكفيريين والإرهابيين، وهم يطوّقون كفريا والفوعة ونبل والزهراء ويرسلون سيارات مفخخة ويقصفون دمشق ليلاً نهاراً ويقتلون الأبرياء في المدارس والمساجد والكنائس، ما هو الحلّ؟"
وأردف أبو فاضل قائلاً: "الحلّ هو بإخراج هؤلاء من هذه الأماكن الآهلة بالسكان إلى مناطق غير آهلة بالسكان وإلى بيئة حاضنة لهؤلاء التكفيريين"، وشدّد على أنّ الدولة في سوريا تسعى من أجل تحقيق الأمان.

النظام يريد إنقاذ شعبه
واعتبر أبو فاضل أنّ ما حصل خلال الساعات الماضية يمهّد أيضًا لوقف إطلاق نار خلال الأشهر المقبلة في سوريا، ليس بشكل كامل، ولكن في بؤر كثيرة فيها مشاكل وجبهات مشتركة مع داعش وجبهة النصرة والإرهابيين.
وأوضح أبو فاضل أنّ الأمم المتحدة هي التي وراء اتفاق كفريا الفوعة الزبداني الذي تمّ تنفيذه وليس النظام السوري كما يروّج البعض، مشيرًا في الوقت عينه إلى أنّ النظام يريد أن ينقذ شعبه، متهمًا ما يسمّى بالمعارضة السورية باعتماد خطاب متناقض في جوهره.

الحق هو للميدان
ورداً على سؤال، تساءل أبو فاضل عمّا إذا كان مطلوباً من النظام السوري ارتكاب مجزرة وإدخال الجيش، وأشار من جهة ثانية إلى أنّه لا يوجد مسؤولون في المعارضة يمكن التنسيق معها باستثناء إرهابيي جبهة النصرة وداعش، ولفت إلى أنّ الائتلاف السوري المعارض لا يستطيع أن يقرّر في أيّ ساحة.
ولفت أبو فاضل إلى أنّ المعارضة التي تقاتل في الميدان مختلفة عن المعارضة المتمركزة في الفنادق في الخارج بعيدًا عن الميدان السوري، مشدّداً على أنّ الحقّ في النهاية هو للميدان، والأقوى للميدان والأفضل للميدان وليس للسياسي، وأشار إلى أنّ معارضي الخارج لا تأثير لهم على الميدان في الواقع.

التغيير لا يكون بالقتل
وفي سياق متصل، لفت أبو فاضل إلى أنّ طموح الشعب السوري في التغيير لا يكون بقتل الجيش العربي السوري ولا يكون بقتل الأبرياء ولا يكون بتطويق كفريا والفوعة ونبل والزهراء ولا يكون بإرسال السيارات المفخخة لقتل المدنيين والأبرياء ولا يكون بدعم جبهة النصرة وداعش ولا يكون بسرقة النفط إلى الرئيس التركي رجب إردوغان.
ورداً على سؤال، جدّد أبو فاضل التأكيد على أنّ لا حلّ في سوريا إلا بالجلوس على طاولة الحوار، ولكنّه تساءل عن الجهة المعارضة المخوّلة الجلوس على مثل هذه الطاولة، طارحًا علامات استفهام حول ما تمثله المعارضة في الرياض على سبيل المثال، وسأل: "هل يجلسون إذاً مع أبو بكر البغدادي أو أبو محمد الجولاني؟ وهل يعقل أنّ معارضة تتكل على جبهة النصرة وداعش الموضوعتين على لائحة الإرهاب؟"

معارضات شكلية
وأكد أبو فاضل أنّ جبهة النصرة وداعش هم الذين يمثلون الأرض في سوريا، وأشار إلى أنّ الرئيس التركي رجب إردوغان وقطر أعارا السعودية المعارضين من أجل إقامة ما سمّي بمؤتمر المعارضة السورية في السعودية، وما إن انتهى المؤتمر، حتى عاد القرار إلى قطر وإردوغان.
ولفت إلى أنّ مهمّة السعودية هي دفع الأموال وإرسال الأسلحة إلى من تعتبرهم ثواراً ممّن يقتلون الشعب السوري، والدليل على ذلك أنّه لم يكن هناك كرديّ واحد في هذا المؤتمر، ولا مسيحي واحد، ولا درزيّ واحد، وذكّر بالشيخ الدرزي أبو سلمان حسن الزعبي في بلدة مرتحوان في جبل السماق بريف ادلب الذي قامت جبهة النصرة بضربه وتعذيبه وقتله أمام عائلته.
ورأى أبو فاضل أنّ هذه المعارضات كلّها مركّبة من أجل الوقوف فقط بوجه الدولة، لافتاً إلى أنّها معارضات شكلية لا أكثر ولا أقلّ، مؤكداً أنّه لا يوجد معارضة حقيقية، وسأل: "أين المعارضون المثقفون الذين لم تتلوث أيديهم بالدماء؟"

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق